مسيحيون يدمرون صورة مسيئة للسيد المسيح على الصليب

إعداد عبدالاله مجيد: دُمر عمل مثير للجدل عن المسيح للمصور الفوتوغرافي الاميركي اندريس سيرانو بعد اسابيع من الاحتجاجات على عرضه في فرنسا.
ويظهر في الصورة صليب صغير مغمور في كأس من بول الفنان متسببا في اثارة غضب اليمين الديني الاميركي منذ عُرض اول مرة في عام 1987. وشجب عضو مجلس الشيوخ الاميركي جيسي هيلمز في حينه المصور سيرانو تحت قبة الكونغرس فيما تعرض العمل الفوتوغرافي نفسه الى الاعتداء في استراليا وهاجم نازيون جدد معرض الفنان في السويد عام 2007.
وكان العمل عُرض سابقا في فرنسا بلا مشاكل ولكن جماعات كاثوليكية شنت منذ اسبوعين حملة ضده بلغت ذروتها بتظاهر مئات الأشخاص احتجاجا على عرضه في مدينة افينيون يوم السبت الماضي.
وقبل ظهر يوم الأحد دخل اربعة اشخاص يضعون نظارات شمسية صالة العرض وامتشق احدهم مطرقة مخبأة في جوربه وهدد الحراس. وتمكن احد الحراس من السيطرة على احد الرجال الأربعة ولكن الآخرين تمكنوا من تهشيم الستار البلاستيكي الشفاف وتمزيق الصورة بمفك أو فأس كما يعتقد المحققون. ثم دمر افراد المجموعة التي اقتحمت المعرض صورة أخرى تظهر فيها أيدي راهبات اثناء الابتهال.
وصورة المسيح المغموس في البول واحدة من سلسلة اعمال للمصور سيرانو تمثل رموزا دينية مغمورة في سائل مثل الدم أو الحليب. وكان العمل واحدا من عدة اعمال فوتوغرافية في معرض أُقيم بمناسبة مرور 10 سنوات على عرض المجموعة الشخصية لرجل الاعمال الذي يملك متحفا فنيا ايفون لامبرت في قصره التاريخي الذي يعود الى القرن الثامن عشر.
وشكا منظمو المعرض من تعرضه لمضايقات مسيحيين يطالبون بمنع الصورة. ودعا جان بيير كاتينوز اسقف مقاطعة فولكوز جنوب شرقي فرنسا الى رفع ما سماه "هذه الزبالة" من جدران المتحف. ونال احتجاج المسيحيين على المعرض دعم الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة.
واحتج لامبرت قائلا ان متطرفين مسيحيين يلاحقونه وكتبوا اليه عشرات آلاف الرسائل على البريد الالكتروني. وكثف المتحف الذي يملكه لامبرت اجراءاته لحماية الأعمال المعروضة بما في ذلك وضع حاجز بلاستيكي شفاف امام صورة المسيح وحارسين.
واستنكر وزير الثقافة الفرنسي فريدريك ميتران تدمير الصورة بوصفه اعتداء على حرية الابداع والتعبير. وقدمت ادارة المتحف والحراس دعوى قانونية ضد المهاجمين.
واكد مدير المتحف اريك ميزيل إبقاء المعرض مفتوحا للجمهور بما في ذلك العمل المدمَّر "ليرى الناس ما يفعله البرابرة"، بحسب تعبيره.
وكان المعرض الموسوم "آمنت بالمعجزات" افتتح في كانون ايلول ـ ديسمبر ويستمر حتى ايار ـ مايو.